من هو .. الذي يحرك التوابيت !؟
هناك نوع من الناس يحب الكلام عن الموت , والناس عادة - يكرهون الموت والكلام عنه ..
ولكن لابد أن هذا النوع من الناس يريد أن يهون من شأن الموت ..
لانه قد أقترب منه , فهو يريد أن يجعل الأيام التي قبل الموت شبيهة بالأيام التى بعده .. أي أنه يريد أن يستعد لمرحلة العبور من هذه الحياة إلى "تلك" الحياة الأخري ..
فليس كلامه عن الموت إلا نوعاً من الحديث الداخلي مع النفس - الحوار النفسي - .. كأنه يريد أن يقول : ولا يهمني الموت ..
سوف أتحدث عنه طول الوقت .. كأنني مت بالفعل .
أو أن يكون السبب هو إثارة العطف حوله .. فهو يريد أن يجعل أولاده-مثلا- يستشعرون الحياة من بعده .. يريدهم أن يشعروا من الآن كيف تكون أيامهم من بعده .. وهي فرصة لكي يسمع منهم:الشر بعيد .. ربنا يطول في عمرك , أنت ما تزال في السبعين .. أن فلاناً مات في التسعين .. وفلاناً مات بعد المائة مع إنه كان مصاباً بعشرين مرضاً ..
ربما تكون هذه هي الرغبة الدفينة في أن يسمه هذا الأب كلمة شكر.. كلمة إمتنان ..
صحيح أن أحداً لم يتبرع بها.. ولكنه هو الذي مد يده وطلبها من أولاده ..
تابعونا ..
وفي مثل هذه السن لايناقش الأنسان كثيراً إن الكلام الحلو الذي يسمعه قد صدر تلقائياً من أفواه أبنائه أوأقاربه أو أنه هو الذي أستدرجهم إلي شبكة العطف عليه ..
إلا هذا الرجل الطيب في مدينة نابلى الإيطالية , كان يتحدث عن الموت , وكان في الخامسة والعشرين من عمره , وكان قوي الجسم .. جميلاً , ذكياً .
ولم يكن أكبر الأبناء ولا أصغرهم .. بل أوسطهم .. فلو كان أكبر الأبناء لقال لنا علماء النفس :
إن الأبن الأكبر حريص على أن يثير شفقة الأم لعلها تهتم به من جديد كما كانت تهتم به أيام كان الأبن الوحيد .. ولكن أهتمامها تحول إلى بقية الأخوة ..
ولذلك لابد أن يفعل شيئاً من أن يعيد نفسه إلى صدرها من جديد .. ولكن صدر الأم لم يكن مرتعاً لواحد .. فإخوته سبعة : أربعة بنين وثلاث بنات . كما إنه ليس آخر العنقود .. الأبن المدلل الذي من حقه أن يأوي إلى صدر أمه فلا ينازعه أحد ..
وولذلك لابد أن يفعل شيئاً من أن يعيد نفسه إلى صدرها من جديد .. ولكن صدر الأم لم يكن مرتعاً لواحد .. فإخوته سبعة : أربعة بنين وثلاث بنات .
كما إنه ليس آخر العنقود .. الأبن المدلل الذي من حقه أن يأوي إلى صدر أمه فلا ينازعه أحد ..
وكان دائم الكلام عن الموت , وتوقع له كل الناس أن يتجه إلى الدير , ولكنه ذهب إلى البار .. ليعمل في أحد البارات .
يسقي الناس ويشرب معهم ,ولم يتوقف كلامه عن الموت , وكان إذا جلس فإنه يفضل أن يفعل كل شئ مرة واحدة , أي لايقوم إذا جلس .
وإذا نام وجد صعوبة في أن ينهض , وإذا وقف فضل أن يظل واقفاً . ينام واقفاً إذا أضطر إلى ذلك .
شئ غريب
إن أمه كانت تشده ليقوم , وتشده لينام , وتشده لينهض , فقط كان هذا هو العيب الوحيد في فرانشسسكوجريبالدي .
ولم يكن عيباً وإنما هي " حالة غريبة " لا أحد يستطيع تفسيرها .
رجال الدين يقولون إنه رجل أمين .
وزملاؤه في العمل يقولون إنه عامل مجتهد ومنظم ونظيف .
أخوته يرونه في غاية الحنان والشهامة . أمه تقول أنه أحب أولادها إليها ,
أبوه يتمنى أن يزوجه بسرعة ويرى صورته فيه ... إنه -إذن- شخص بكل مقاييس الإنسانية عاقل ومعقول .
وتوفي فرانشسسيكو يوم 23 مارس 1942 , شاب عادي وموتة عادية . ولكن حزن الناس عليه كان كبيراً , لأنه مات شاباً , وفي حادث سيارة. لم تكن غلطته , وكان فرانشسسيكو قد تقدم لخطبة إحدي الفتيات.
وكان من المتوقع أن يتم الزواج في مدي ستة شهور .
وقرر أهل الفتاة أن يدفنوه في مقابرهم . ودفن . ولم تجف الدموع علي شبابه .
وعندما ماتت خطيبته في حادث سيارة أيضاً , دفنوها معه , وقال
الناس :
هي التي ألقت بنفسها تحت السيارة لتلحق بخطيبها هناك .
وإختلفت التفسيرات . ولكن الفتاة ماتت ودفنت معه ..
وبدأ الناس يتكلمون في همس . ومات الكلام هو أيضاً لأنه كان بلا معني واضح .
فقد قال الحانوتي إنه وجد تابوت فراتشسسيكو مقلوباً , مع إنه قد وضعه في مكان خاص . وأسنده ببضعة أحجار ثقيلة , أليس هذا غريباً ؟
ولم يجد أحدً من الناس ذلك غريباً . . فالناس لايحبون الكلام عن القبور والتوابيت .. إنهم يكرهون كل ما يتعلق بما وراء هذه الحياة .
إنهم لا يتعجلون هذه النهاية .
وتوفى واحد من أسرة الفتاة ودفنوه في نفس المقبرة , وعندما فتحوا المقبرة وجدوا تابوت الفتاة وخطيبها متجاورين .. ومتلاصقين ومقلوبين أيضاً . ولم يجدوا آثارأقدام في داخل المقبرة أو حولها ..
ولم يفهموا معنى تحرك هذه التوابيت .. فهي فارغة .. لا ذهب فيها ولا فضة ولا يوجد أي سبب لأن ينبشها أحد من الناس ..
ونشرت الصحف والمجلات الإيطالية هذا الحدث "الريفي" على إنه من الأشياء الغريبة التى تحدث للناس بعد الموت ..
هل هي مواد كيمياوية .. هل هي مخلفات عضوية تصبح طاقة تحرك التوابيت في القبور ؟
هل بعض الموتى لم يموتوا حقيقة ودفنوا أحياء ؟ أن ألفريد نوبل مخترع الديناميت قد أوصي بألا يدفن بعد وفاته مباشرة , ولكن بعد فترة طويلة لكي يتأكد كل الناس إنه قد مات .
ونفذت وصيته .
ولكن كيف بتحرك الموتي داخل التابوت وينقولونه من مكانه ثم يعودون إليه ؟
كيف يقوي الميت على تحريك تابوت لا يقدر عليه إلا عشرة أقوياء ؟!
إذن هو شئ غريب ..
وفي ذلك الوقت صدر كتاب في أمريكا يضئ هذا الحادث الغريب.
الكتاب أسمه "كنيسة السيد المسيح والتوابيت القلقة في جزيرة باربادوس ".
فمنذ 170 عاماً أقامت أسرة تشيز الأمريكية مقبرة في أحدى جزر بربادوس . المقبرة من الحجارة والأسمنت . أما مدخل المقبرة فيسدونه بقطعة من الرخام الأزرق .هذه القطعة زنتها طن ونصف طن .
ولذلك إذا أرادوا تحريكها إستعانوا بعشرة أو أكثر من الزونوج.
والمقبرة تعلوعلى الأرض مترين وتنخفض عن الأرض متراً وعرضها متران وطولها ستة أمتار.
فالأسرة غنية , وأفرادها كثيرون . وفي يوليو سنة 1807 أستقبلت المقبرة أول زوارها .
أنها سيدة كبيرة في السن , وفي سنة 1808 دفنت بعدها طفلة عمرها سنتان .
وبعدها بسنتين دفنت فتاة عمرها عشرون عاماً منتحرة . فقد كان أبوها رجلاً قاسياً ,فظ القلب . وفضلت الفتاة الموت على أن تعيش معه أو على مرأى منه , وكان أبوها شخصاً كريهاً عند سكان الجزيرة .
إنه ذلك الطراز من الناس الذي يأخذ ولا يعطي . والناس من حوله يتمنون له الموت في كل يوم يسمعون فيه أنه ما زال حياً . وبدأ الزنوج يهمسون في خوف , فقد لاحظوا أن توابيت الموتي قد إنتقلت من مكانها .. تناثرت وتباعدت , مع إنهم قد وضعوها متجاورة .
وأتهم أصحاب المقبرة عدداً من الزنوج بإنتهاك حرمات الموتى .
مع أن فتح المقبرة ليس سهلاً , ثم إنه لامعنى لأن يفعلوا ذلك .
ولكن كراهية الناس للسود ليست موقفاً منطقياً , لذلك ألصقت بهم تهمة تحريك التوابيت في الليل لغير سبب معقول إلا الإستخفاف بالبيض من الأحياء ومن الموتى .
وفي 25 سبتمبر 1815 فتحوا المقبرة فوجدوا أن التوابيت قد وضعت كلها متراصة , بعضها فوق بعض .
وأضيئت الشموع , ولم يجدوا في داخل المقبرة آثار أقدام لأحد من الناس , ولا أمام المقبرة .
وأهم من ذلك أن المقبرة كانت مغطاة بالأسمنت , وأن أقفالها كانت محكمة , فكيف دخل الزنوج إلى المقبرة دون أن يحركوا الحجر الذي يسد مدخلها .
ودون أن يزيلوا الأسمنت أو الطلاء الخارجي , هذا مستحيل . وكان هذا كافياً لأن يتحرك كل سكان الجزر المجاورة ليروا المعجزة . وأن تتحرك الكنيسة ..
وأن يجئ راعي كنيسة السيد المييح ليشاهد بنفسه , وليضع الطلاء بنفسه .. وليدخل المقبرة بنفسه ..
وليعود إليها في اليوم التالي , ليسجل كل ذلك في كتاب ينتهي بعبارة واحدة هي :
والله أعلم !
وقالوا في تفسير هذه "الأشياء الغريبة" أن هذه البلاد بركانية , وأن هزات أرضية سريعة وقصيرة تحدث من حين إلى حين .
وهذا صحيح .
ومن الممكن أن تؤدي هذه الهزات الأرضية إلى زحزحة التوابيت ..
ممكن , ولكن هل تستطيع هذه الهزات أن تضع ثلاثة توابيت بعضها فوق بعض؟
هل تستطيع هذه الهزات الأرضية أن تضع تابوتاً واحداً وراء الحجر الذي يسد مدخل المقبرة .
ثم تضع بقية التوابيت يوماً بعد يوم الواحد فوق الآخر وبذلك يستحيل على أي إنسان أن يدخل المقبرة ؟
وقيل أيضاً أن هناك مياه جوفية , وأن هذه المياه من الممكن إذا دخلت المقبرة أن تجعل التوابيت تطفو , ولنفرض أن هذا حدث.
دخلت المياه وطفت التوابيت , فتحركت من أماكنها ولكن كيف وضعت هكذا التابوت فوق الآخر وبمنتهي الدقة ؟
وفي 17 يوليو سنة 1819 قرر الحاكم البريطاني وأسمه لورد كومومير أن يري ذلك بنفسه , أنه لا يحب الخرافات .
ولا يحب أن يشاركه قي حكم الشعب مثل هذا الوهم أو الخوف اللامنطقي . أين نحن - هكذا يتساءل .
إننا في القرن التاسع عشر - هو الذي يجيب , وكيف يصدق إنسان في هذا القرن مثل هذه الخزعبلات- هو الذي يستطرد في الكلام..
ولذلك قرر أن يذهب بنفسه .
وطلب الأسمنت والجير الأبيض , وبيديه أعاد طلاء المقبرة , وأحكم إغلاقها بيده , ووقع بأسمه على كل الفتحات التي يحتمل أن يتسلل منها اللصوص أو الزنوج أو رجال الكنيسة أو السحرة .. أو أي مخلوق!
وكان قد دخل المقبرة ومعه العمدة ورجال الشرطة وبعض البحارة والقساوسة .
ورسموا شكل المقبرة من الداخل , ورسموا ترتيب التوابيت ثم أتوا بعشرين رجلاً ليغلقوا المقبرة .
ولم تتوقف وفود الناس من كل الجزر عن أن تجئ وتتفرج على هذه المقبرة الغريبة , وكان الزنوج أكثر الناس خوفاً , إنهم لا يعرفون ما سوف يحدث بعد ذلك لهم أو لغيرهم .
يحدث لهم أو لغيرهم بعد أن جاء الحاكم ورجاله وراقبوا ودققوا في كل شئ !
وبعد أسبوعين وقف الناس وحاكمهم أمام المقبرة , هل حدث أي
تغير من الخارج ؟
لا شئ , لا أحد إقترب من هذه المقبرة , الأسمنت في مكانه , الجير إزداد لونه بياضاً , توقيعات الحاكم كما هي , وتلفت إلى كل من حوله وقال :
الآن نستطيع أن نبدأ العمل .
وجاء رجال آخرون . وأزالوا الأسمنت , ومسحوا الجير, وحركوا الصخرة الثقيلة , وأضاءوا الشموع , ودخلوا المقبرة .
فوجدوا التوابيت قد ألصقت بالجدران , وقد وقف كل تابوت رأسياً وليس بالعرض كما كان!
وقرر الحاكم نقل هذه التوابيت إلى مقابر أخرى , وترك هذه المقبرة مهجورة . ومنذ ذلك الوقت والمقبرة مفتوحة للهواء والشمس .
ومن الغريب أن كل كلاب الجزيرة إذا قاربت الوفاة فإنها تذهب إلى هذه المقبرة لتموت .
ويحدث كثيراً أن يذهب كلبان أو ثلاثة أو أربعة في وقت واحد .
لتموت .
حتى كلاب الجزر الأخرتسبح في المحيط , وتلقي بنفسها علي أرض الجزيرة , ثم تتجه إلى هذه المقبرة دون معرفة سابقة .. وهناك تموت !
شئً من ذلك حدث في إحدي جزر جمهورية إستونيا السوفيتية ..
فقد كان الفلاحون عندما يربطون خيولهم في الأسوار الحديدية للمقابر ..
فإن هذه الخيول تصرخ وتمزق الحبال , بل إن بعضها كاد أن يموت من شدة الخوف , وفي يونيو سنة 1844 لاحظ سكان جزيرة أوزيل أن المقبرة القريبة من السور الحديدي تتحرك أحجارها , وتتحرك التوابيت في داخلها.. وأن أهل الجزيرة يرون بعض المشاعل أو سحب أدخنة أو نوعاً من العطور الأفريقية تخرج من تحت التراب .
وكان الناس يفزعون من الأقتراب من هذه المقابر ..
ومن الغريب أن كل القطط في هذه الجزيرة كانت إذا أقتربت من الوفاة كانت تذهب إلى المقبرة , وهناك تأوي لبعض الوقت .. لتسكن إلى الأبد .. وتكاثرت القطط . بل أن بعض الباحثين يؤكد أن القطط والفئران كانت تتجاور معاً دون أن تلتفت القطط إلى الفئران..
وينتظر الجميع نفس النهاية في هدوء مخيف !
وإلى قصة جديدة أخرى..
تابعونا ..
أكثر الناس توتراً هم أكثر الناس حاجة إلى أن يعرفوا ويتعرفوا ..
إلى العراقين والمنجمين والفلكيين والسحرة ومفسري الأحلام وقراء الكف والفنجان وأستحضار أرواح الموتى وقراءة الأفكار والتأثير الهائل في الناس .
ولذلك إمتلأ بلاط الملوك والقواد في كل العصور , بهؤلاء الذين يسعفون أصحاب الهموم الكبرى بأخبار المستقبل ..
وفي التاريخ القديم لا يوجد ملك ليس إلى جواره واحد يقلب في الأرض وفي النجوم ويقول :
مولاي على بركة الله أذهب على بركة أذهب وأقتل أعداءك ..
سوف تلد زوجتك ولذا سيكون خير من يخلفك على عرشك!
ولا نهاية لأسماء هؤلاء الذين يعرفون أو يتعرفون أو يزعمون شيئاً من ذلك .
هتلر مثلاً , كان له عراف مشهور جداً , , إستطاع أن يسيطر على هتلر وحده , ولكن على ألمانيا كلها , على رجال السياسة و الجيش والإقتصاد .
هذا الرجل أسمه "أريك يان هانوس" وكان يقول إنه من أصل دنمركي , وقد بلغ هذا الرجل أقصي ما يستطيع في سنة 1930,
وفي هذه السنة أصدر صحيفة , وكانت هذه الصحيفة واسعة الإنتشار.
وكان الناس يسيرون حياتهم بمقتضاها , وكانت لهذا الرجل نبوءات مؤكدة.
ففي سنة 1941 توقع أن ثلاث من أكبر بنوك ألمانيا سوف تغلق أبوابها .. وبعدها بوقت قصير, أغلقت أبواب هذه البنوك الثلاثة. ومن أشهر نبوءاته في سنة 1932 أنه أعلن أن الدماء سوف تسيل بالقرب من مدينة هامبورج .
وفي أول يوليو من هذا العام أصطدم النازيون بالشيوعيين في معركة إستغرقت 10 ساعات قتل فيها 19 وجرح 285 ..
وكانت له قصور في أماكن كثيرة , وكانت له باخرة فخمة في إحدى بحيرات برلين ,
وكان يتقاضى عن الجلسة الواحدة ما يعادل مائتي جنيه , وكان يتزاحم على بابه أصحاب الملايين وأصحاب النفوذ السياسي والعسكري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق