الاثنين، 28 أغسطس 2023

نكمل قصة الأمس من كتاب "أرواح وأشباح" للكاتب الكبير (أنيس منصور)

 ملخص حلقة الأمس

ذكرنا في حلقة الأمس أن الطبيب الملحد الفونسو روجيرو فهو أشهر طبيب فى منطقته , كما إنه أشهر من لعب بالسيف .

وقد إستدعاه البابا عدة مرات للعلاج .

قام الطبيب الفونسو روجيرو بالتأكد من وجود حصانه في مكانه , ثم وضع أذنيه على الحائط والدولاب فلم يسمع أى شئ ولم يجد أى حركة , فلم يجد أمامه سوى الإستلقاء على الفراش حتى يطلع النهار .

وفي الصباح جلس الطبيبان على مائدة الإفطار , واضح تماماً أنهما لم يناما جيداً .

قال أحدهما للآخر : هل عندك ما تقوله .. أو هل أقول لك أنا ماذا حدث ؟

رد عليه الطبيب الآخر : أنت أيضاً حدث ذلك معك !

- وأنت رأيت نفس الشئ !

- تماماً 

- ولكنك لم تحاول الأتصال بي !
- لقد سمعتك وأنت تروح وتجئ ولم تحاول الأتصال بي , فأدركت إنك إستطعت أن تتحكم في أعصابك .
- لم أتحكم فيها بهذه السهولة .
- ولكنك أستطعت على أي حال .
ثم سكت الإثنان .
ولكن الدكتور الفونسو قال : أخشى أن أكون قد رأيت شيئاً آخر غير الذي شاهدته .
ولذلك لابد أن أقول لك ما حدث .. أنا رأيت نصف فتاة في الثلاثين من عمرها .

- هذا صحيح !
- ويبدو إنها تشكو من شئ في صدرها .
- هذا صحيح , فقد رأيتها تضع يدها على صدرها وتحاول أن تمنع سعالاً عنيفاً .
- صحيح تماماً كما رأيت .
- وهل حاولت تقبيلك ؟
- لا أظن ربما لم تعجبها لحيتي .
- وهل رأيت لحيتك في المرآة ؟
- أبداً
- لم تبق منها شعرة واحدة سوداء .. كلها أصبحت كقطع من الثلج .
ومد يده وأخرج مرآة من جيبه .. ونظر إلى وجهه .. لقد أبيض شاربه ولحيته وكل شعر رأسه !

وجاءت العجوز , ودخلت , وجلست , ونظرت إليهما وهى تتأمل كلاً منهما .
ثم قالت : 
أبادر فأشكركما .. فلم يحاول أىً منكما إيقاظي . وهذه أخلاق الرجال - بعض الرجال -!

ثم عادت تقول : 
إن ضابطاً كبيراً نزل في إحدى الغرفتين , وكان أكبر حمار عرفته في حياتي .
لقد أستيقظ عند منتصف الليل يصرخ كالاطفال . ثم نزل بملابسه الداخلية - هذا الوقح - وراح يحطم باب غرفتي . وصحوت من نومي الهادي , وعرفت منه إنه رأى نفس الشبح الذي ظهر لكما أمس ..

ونظر الطبيبان كل منهما إلي الآخر فى دهشة .
قال أحدهما :
إذن كنت تعرفين ما سوف يحدث لنا .
- طبعاً ياولدي .
- ولماذا لم تخبرينا ؟!
- أنتما الآن تعرفان .. فهل ستتركان بيتي ؟


الأحد، 27 أغسطس 2023

نستكمل قرأت لكم من كتاب "أرواح وأشباح"

 ملخص ما نشر بالأمس

قفز الطبيب الشاب من السرير عندما رأى تلك السيدة الآتية ناحيته من النافذة ومتجه إليه , ولكن غيرت المرأة وجهتها وأتجهت صوب الدولاب ودخلت فيه وأختفت .

فأمسك الطبيب بالمصباح وأتجه إلى الدولاب فوجده مقفلاً تماماً .. وأتجه إلى باب غرفته فوجده أيضاً مغلقاً من الداخل .. ثم إتجه إلى النافذة فوجد أن الستائر مسدلة علي النافذة ..


والنافذة مغلقة من الداخل أيضاً . ونظر في ساعته فكانت الواحدة بعد منتصف الليل ..

وجلس في فراشه يفكر فيما شاهده لعله يجد تفسيراً لما حدث , ثم أنه لا يستطيع أن يستدرج النوم إلى عينيه مرة أخرى .. وطار النوم والعقل معاً ..


وراح يفكر إن كانت هذه حيلاً تقوم بها هذه العجوز , ولكنه لا يصدق ذلك , ثم أن العجوز لم تستدرجهما إلى البيت , وإنما هما اللذان ذهبا إليها .. فضلاً عن إنهما ليسا من الأغنياء , ولا هى بحاجة إلى مال , كما إن أحداً لم يسمع بقصة هذا البيت .
هذا الطبيب هو رجل ملحد , مافي ذلك شك أنه الدكتور الفونسو روجيرو أشهر أطباء هذه المنطقة ..

وهو الذي إستدعاه البابا أكثر من مرة لعلاجه , ثم أنه من أشهر اللاعبين بالسيف .
إتجه الطبيب إلى النافذة وفتحها بشدة , وكان الجو دافئاً . 
ثم إنه إستطاع أن يرى على ضوء النجوم أن حصانه ما يزال في مكانه ...
ووضع أذنه على الحائط وعلى الدولاب لم يجد أية حركة , وليس أمامه سوى أن يتمدد في الفراش وينتظر حتى يطلع النهار ..

وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋


الجمعة، 25 أغسطس 2023

نستكمل قرأت لكم

ملخص ما جاء بالأمس 

في الليلة الأولى قام أحد الطبيبان من سريره فزعاً وقفز منه وأمسك مصباح فى يده , وخرج من الغرفة ولكن الحياء منعه من إيقاظ السيدة العجوز .


فقد نام الشاب الطبيب في ساعة مبكرة , فقد كان مرهقاً , ولكن عند منتصف الليل أحس كأن النافذة أنفتحت بشدة , وكأن هواءً بارداً قد أندفع من النافذة .

وكأن الهواء تحول إلى سكين حاد بارد ولسعه في عنقه , وقفز من السرير ليجد أمامه سيدة تقترب .. 


هذه السيدة هى التي تدفع أمامها هذا الزمهرير .. والسيدة تقترب أكثر .. ولاحظ أن هذه السيدة عبارة عن نصف سيدة فقط .. نصفها العلوي هو الظاهر فقط .. أما نصفها السفلي فليس ظاهراً أو لا وجود له .. 

وقفز الطبيب الشاب من السرير .. ولكن السيدة أتجهت ناحية الدولاب .. ودخلت في الدولاب .. ثم أختفت .


وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋

الثلاثاء، 22 أغسطس 2023

قرأت لكم من كتاب " أرواح وأشباح " للكاتب الكبير "أنيس منصور"

 ملخص ما تم نشره بالحلقة السابقة

طلبت منهم السيدة العجوز أن يفعلا ما يحلو لهما وأن يعتمدا على أنفسهم , وألا يوقظناها قبل الساعة الثامنة صباحاً , ثم كان لابد لهما أن يسمعا قصة زواجها الأول .


وروت قصة زواجها وكيف أن زوجها كان رجلاً قليل الذوق وأنانياً, كيف إنه كان ينام والنوافذ مغلقة مع أنها كانت لا تنام إلا والنوافذ مفتوحة .

ومع ذلك فزوجها هو الذى توفي بالتهاب رئوي ..

مع أنها نصحته كثيراً بألا يفعل ذلك .. ولكنه ككل الرجال - حمار عنيد - ومع ذلك فهؤلاء الحمير هم الذين يحكمون العالم !


ومن الذوق أن يستمعا إليها وإلى قصص أخرى كثيرة , أنها سيدة وعجوز وصاحبة البيت . وليست فيها أية عيوب أخرى بخلاف شهيتها المفتوحة للعن الرجال في كل مكان وفي عصر ..

وفي الليلة الأولى حدث ما جعل أحد الطبيبين يقفز من سريره ويمسك المصباح في يده , ويخرج من الغرفة ولكن الحياء منعه من أن يوقظ العجوز .


وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋

الاثنين، 21 أغسطس 2023

نستكمل قرأت لكم في كتاب "أرواح وأشباح" للأستاذ (أنيس منصور)

 ملخص ما تم بالحلقة السابقة

نزلا أثنان من شباب الأطباء بمنزل السيدة العجوز , وأقام كل منهما في غرفة , والغرفتان بينهما باب , والباب وراءه دولاب من هنا ومن هناك , وطلبت منهما السيدة العجوز أن يفعلا ما يحلو لهما ويعتمدا على أنفسهما قبل أن يأويا إلي فراشهما .

وعلى الرغم من إنها مريضة وهما طبيبان فلن تزعجهما بشئ , لأنها غير حريصة على صحتها أو على أي شئ , ولكن ترجوهما فقط :

ألا يوقظها أحد قبل الثامنة صباحاً لأي سبب !

وكان لابد أن يسمعا من السنيورة باتريشة هذه قصة زواجها .

وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋

الأربعاء، 16 أغسطس 2023

قرأت لكم من قصص كتاب "أرواح وأشباح" للأستاذ الكبير (أنيس منصور)

 ملخص الحلقة السابقة

لم يبقى لتلك السيدة العجوز سوى مجئ عزرائيل ويعلن للملأ أن هذه المرأة لم تعد مدينة لأحد بشئ .. أي أنه من الممكن أن تموت وهى مستريحة .


وجاءها أثنان من الأطباء ..

ونزل كل واحد في غرفة , والغرفتان متجاورتان وبينهما باب , والباب وراءه دولاب من هنا ودولاب من هناك .

وقبل أن يأوي كل منهما إلى غرفته طلبت العجوز إليهما أن يفعلا كل ما يحلو لهما , وأن يعتمد كل على نفسه , فهي غير قادرة أن تساهم بأي شئ ..

للقصة بقية .. تابعونا .. إلى لقاء 🙋

الأحد، 13 أغسطس 2023

نكمل قرأت لكم من كتاب " أرواح وأشباح "

 كنت توقفت في الحلقة السابقة عند يوم 7 ديسمبر 1899 فى ذلك المنزل الصغير الجميل الذى يقع على شاطئ الريفيرا الإيطالي والذى ظل ينتقل من مشترى إلى آخر , حتى أشترته تلك المرأة العجوز التى أنقطعت بها الحياة إلا من وحدتها وأحزانها .

فلا يمكن أن يجد إنساناً حزيناً مكاناً أفضل من هذا البيت الموحش المظلم من الداخل .. أو البيت المنطوي على نفسه وحوله كل شئ ينطق بالجمال ..

الشاطئ والبحر وأشجار النخيل والزهور والورود والعشاق .. والأغاني والنبيذ والتفاح , الحياة كلها تدور حول هذا البيت - أو هذه المقبرة .

ولكن أحد أقارب هذه العجوز أقنعها بأن تنظف البيت قليلاً وتعلن عن رغبتها في تأجيره لأي أحد في الصيف .


وكانت هذه السنيورة بياتريشة ساليرى زاهدة في الحياة , فلم يتبقى لها أحد كي تعيش من أجله , لا أشخاص ولا مبادئ .


إنما هانت عليها الحياة , والموت أيضاً . ولم تعد تفزع لشئ أو تخاف من شئ , فهى قد صفت حسابها مع الدنيا كلها .. وبقى أن يجئ عزرائيل ويعتمد هذه الحسابات ويعلن إنها لم تعد مدينة لأحد بشئ .. أي أنه من الممكن أن تموت وهى مستريحة !

وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋