كنت توقفت في الحلقة السابقة عند يوم 7 ديسمبر 1899 فى ذلك المنزل الصغير الجميل الذى يقع على شاطئ الريفيرا الإيطالي والذى ظل ينتقل من مشترى إلى آخر , حتى أشترته تلك المرأة العجوز التى أنقطعت بها الحياة إلا من وحدتها وأحزانها .
فلا يمكن أن يجد إنساناً حزيناً مكاناً أفضل من هذا البيت الموحش المظلم من الداخل .. أو البيت المنطوي على نفسه وحوله كل شئ ينطق بالجمال ..
الشاطئ والبحر وأشجار النخيل والزهور والورود والعشاق .. والأغاني والنبيذ والتفاح , الحياة كلها تدور حول هذا البيت - أو هذه المقبرة .
ولكن أحد أقارب هذه العجوز أقنعها بأن تنظف البيت قليلاً وتعلن عن رغبتها في تأجيره لأي أحد في الصيف .
وكانت هذه السنيورة بياتريشة ساليرى زاهدة في الحياة , فلم يتبقى لها أحد كي تعيش من أجله , لا أشخاص ولا مبادئ .
إنما هانت عليها الحياة , والموت أيضاً . ولم تعد تفزع لشئ أو تخاف من شئ , فهى قد صفت حسابها مع الدنيا كلها .. وبقى أن يجئ عزرائيل ويعتمد هذه الحسابات ويعلن إنها لم تعد مدينة لأحد بشئ .. أي أنه من الممكن أن تموت وهى مستريحة !
وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق