ملخص ما نشر بالأمس
بعدما علما الطبيبان الشابان أن المرأة العجوز صاحبة البيت كانت على علم بما يحدث في بيتها , ولم تخبرهما بذلك , فسألتهما عما إذا كانا سيتركان البيت ؟ .
فردا عليها أحدهم قائلاً :
أعتقد ذلك .
ثم أشارت إلى الآخر وسألته : وأنت أيضاً ؟
- أعتقد ذلك !
فسألتهما صاحبة البيت :
ولكن ما الذي أصابكما ؟
- لا شئ .. شعور ببرودة الجو , وإختناق في الغرفة .. ثم برودة شديدة في العنق .. وبعد ذلك يعود كل شئ إلى ما كان عليه ..
- وهل يحدث لك نفس الشئ ؟
فردت عليه المرأة العجوز :
- أظن ذلك .. ولكنى تعودت على كل شئ هنا .. إنني في بعض الأحيان أنهض من النوم وأجد الدماء تسيل من يدى .. ولا أعرف السبب .. وأحياناً أجد النار تشتعل في ملابسي .. ولكن في معظم الأحيان أجد ملابسي مثل ملابسكما .
- مقلوبة ..
وينظر كل منهما إلى ملابسه فيجدها مقلوبة !
وضحكت العجوز وهى تنظر إليهما وقد ظهر الخوف عليهما .
فقالت لهما :
أعرف ماذا يدور في رأس كل منكما . لابد أنكما تقولان أنني أيضاً واحدة من هذه الأشباح , أنا كالشبح فقط .. ولكني كائن حي مثل إي أحد ..
ولكى يسمع الطبيبان قصة هذا الشبح قررا أن يبيتا ليلة أخرى وفي غرفة واحدة .
جلس الإثنان في السرير ينتظران قدوم الشبح , كل واحد منهما ينظر إلى ناحية .. وأحكما إغلاق الباب والنافذة والدولاب .. وإتفقا على أن ينظر كل واحد منهما إلى ناحية .
أمتدت يدان في آن واحد .. وكل طبيب يحاول تنبيه الآخر إلى أن الشبح قد جاء من ناحيته , ولكن أحدهما لم يحول نظره إلى الجهة الأخرى ..
فقد رأى أحدهما فتاة بنصفها العلوى .. ورأى الآخر نصفها السفلي ..
النصفان يتجهان إلى منتصف الغرفة .. ثم يلتصق النصفان
ويصبحا فتاة طويلة عريضة حزينة جامدة النظرات .. ثم تتجه إلى النافذة وتتلاشى وراء الستار..
وطلع النهار عليهما ولم يناما ..
وجاءت العجوز تروي لهما أن هذه إبنتها .
وإنها كانت أجمل فتاة في هذه المنطقة , وأنها تزوجت مدرس التاريخ الذي هجر التدريس ليعمل بتجارة الخنازير .. وكان يكبرها بعشرين عاماً .
وكثيرا ما قال له الناس أنها أبنته وليست زوجته . وكثيرا ما قالوا له أنه أشتراها بفلوسه .. وإنه لو كانت عنده كرامة لتركها لشاب أجمل وأصغر.