الخميس، 21 سبتمبر 2023

عودة إلى قرأت لكم بعد غياب طويل -من كتاب "أرواح وأشباح" للكاتب الكبير "أنيس منصور"

 ملخص الحلقة السابقة

حكيت السيدة العجوز للطبيبين الشابين قصة أبنتها الشابة الجميلة التى تزوجت من مدرس التاريخ والذى هجر مهنة التدريس وعمل بتجارة الخنازير , وكان يكبرها بعشرين عاماً  .


وفي إحدى المرات أقام الدوق الكبير حفلة , وأصرت زوجة الدوق على دعوة أبنتها وزوجها , وضاق زوجها بهذه الدعوة وراح يشك في الأمر , ولكنه لم يشأ أن يرفض دعوة الدوق .


وذهب مع زوجته .. وكانت أجمل الحاضرات , وكان الضيوف يتهامسون على التاجر الذي يبيع الخنازير كيف أنه أشترى هذه التحفة الفنية ..

وكيف أن الذي يفهم في الخنازير يفهم في النساء أيضاً ! ..

أو كيف أن المرأة تفضل تاجر الخنازير على تاجر المجوهرات , وكان أشهر تاجر مجوهرات في هذه المنطقة زوجاً لأمرأة دميمة .


وكانت المقارنات لا تنتهي .. وكان غضب الزوج لا حدود له ..
ولم تكن السنيورة باتريشة تقيم مع أبنتها في بيت واحد , وإنما كانت تسكن بعيداً عنها ..
ومنذ عشر سنوات قبل الحادث الأليم أحست الأم بقلبها إنها تريد أن ترى أبنتها .


وجاءت إلى هذا البيت وقابلها الزوج في حالة غضب , وطردها من المنزل بحجة أنها هي التى تشجع أبنتها على عصيان أوامره , وعادت الأم , ولم تر أبنتها .
ولكنها عرفت من الخدم أن أبنتها قد أختفت منذ شهور , وأن الخدم كلما سألوا الزوج عنها قال إن الأطباء يعالجونها في روما .. وإنها سوف تعود قريباً ..

ولكن الخدم والجيران شكوا في الأمر وواجهوا الزوج بكل ما يشيعه الناس عنه ..
وفي اليوم التالي وجدوا الزوج ميتاً في فراشه .
ولم في جسمه أية أصابة من أي نوع .. وإلى جواره ورقة بخطه .. أو السطور الأولى من إعتراف لم يكمله .

وبدأ الخدم يفكرون من جديد في تصرفاته ..
وأكتشفوا أنه في أحد الأيام قد طلب إليهم جميعاً أن يعدوا له العربة وأنه هو الذي سيقودها بنفسه , ثم طلب إليهم ألا ينهضوا لتوديعه فهو لا يريد أن يرى أحداً ..
ولاحظ أحد من الخدم أن سيده كان يحفر في الحديقة .. ولم يجرؤ هذا الخادم على الأقتراب منه ..

وكذلك لم يجرؤ هذا الخادم على التنقيب فى مكان الحفر ليعرف ما الذي كان يخفيه سيده ..
وعادوا الخدم إلى الحديقة فوجدوا أن سيدتهم قد قتلت , ودفن نصفها فقط بالحفرة .. ثم عثروا على المنشار الذي حطم به عظامها ..

وبعد ذلك فتحوا الدولاب الذي يسد الباب بين الغرفتين فوجدوا فيه نصفها الآخر .. ثم وجدوا ملابسها التي غرقت في الدماء مدفونة في الحديقة أيضاً ! .
ومنذ ذلك الحادث الأليم وأمها ترى هذا الجسم الطائر كل ليلة في نفس الموعد ..
وبعد أن قامت الأم بدفن نصفي الجثة معاً - لم يعد أحد يرى شبحها بعد ذلك .

وإن كان الذين إشتروا البيت بعد ذلك يقولون إنهم كانوا يسمعون أصوات ووقع أقدام ودقات على الأبواب عند منتصف الليل , ولكن أحداً لم يرى شيئاً .
وفي مارس 1902 نشرت (صحيفة جنوة) اليومية أن سكان هذا البيت ظنت الأمهات أول الأمر أن الأطفال قد أصابهم شئً من الجنون .. ولكن عندما نامت الأمهات في غرف الأطفال , حدث لهن نفس الشئ ..

وقيل في تفسير ذلك :
إن الفتاة ما تزال تبحث عن بقية ملابسها ومجوهراتها .. وأنها تريد دفنها معها .. وإذا تحقق ذلك فإنها لن تزعج أحداً بعد ذلك .
ويقال إن أحد سكان هذا البيت قد وجد دبلة ذهبية في عنق عصفور سقط ميتاً أمامه وأدهشه ذلك .. 
ولما أمتدت يده إلى العصفور وجد هذه الدبلة الذهبية , فخلعها من عنق العصفور وقلب فيها فوجد عليها أسم هذه الفتاة .. ونصحه بعض الناس أن يدفنها في أرض الحديقة .. فدفنها .

وبعد ذلك لم يعد أحد يسمع أية أصوات في هذا البيت عند منتصف الليل !

السبت، 2 سبتمبر 2023

قرأت لكم من كتاب "أرواح وأشباح"

 ملخص ما نشر بالأمس

بعدما علما الطبيبان الشابان أن المرأة العجوز صاحبة البيت كانت على علم بما يحدث في بيتها , ولم تخبرهما بذلك , فسألتهما عما إذا كانا سيتركان البيت ؟ .

فردا عليها أحدهم قائلاً :

أعتقد ذلك .

ثم أشارت إلى الآخر وسألته : وأنت أيضاً ؟

- أعتقد ذلك !

فسألتهما صاحبة البيت :

ولكن ما الذي أصابكما ؟

- لا شئ .. شعور ببرودة الجو , وإختناق في الغرفة .. ثم برودة شديدة في العنق .. وبعد ذلك يعود كل شئ إلى ما كان عليه ..

- وهل يحدث لك نفس الشئ ؟

فردت عليه المرأة العجوز :

- أظن ذلك .. ولكنى تعودت على كل شئ هنا .. إنني في بعض الأحيان أنهض من النوم وأجد الدماء تسيل من يدى .. ولا أعرف السبب .. وأحياناً أجد النار تشتعل في ملابسي .. ولكن في معظم الأحيان أجد ملابسي مثل ملابسكما .


- وكيف تجدين ملابسنا ؟

- مقلوبة ..

وينظر كل منهما إلى ملابسه فيجدها مقلوبة !

وضحكت العجوز وهى تنظر إليهما وقد ظهر الخوف عليهما .

فقالت لهما :

أعرف ماذا يدور في رأس كل منكما . لابد أنكما تقولان أنني أيضاً واحدة من هذه الأشباح , أنا كالشبح فقط .. ولكني كائن حي مثل إي أحد ..


وتعيسة مثل معظم الناس .. وشجاعة مثل أقل الناس , ولا أهاب الموت مثل كل الناس !

ولكى يسمع الطبيبان قصة هذا الشبح قررا أن يبيتا ليلة أخرى وفي غرفة واحدة . 

جلس الإثنان في السرير ينتظران قدوم الشبح , كل واحد منهما ينظر إلى ناحية .. وأحكما إغلاق الباب والنافذة والدولاب .. وإتفقا على أن ينظر كل واحد منهما إلى ناحية .


وعند منتصف الليل 

أمتدت يدان في آن واحد .. وكل طبيب يحاول تنبيه الآخر إلى أن الشبح قد جاء من ناحيته , ولكن أحدهما لم يحول نظره إلى الجهة الأخرى .. 

فقد رأى أحدهما فتاة بنصفها العلوى .. ورأى الآخر نصفها السفلي ..

النصفان يتجهان إلى منتصف الغرفة .. ثم يلتصق النصفان 

ويصبحا فتاة طويلة عريضة حزينة جامدة النظرات .. ثم تتجه إلى النافذة وتتلاشى وراء الستار..

وطلع النهار عليهما ولم يناما ..


وجاءت العجوز تروي لهما أن هذه إبنتها .

وإنها كانت أجمل فتاة في هذه المنطقة , وأنها تزوجت مدرس التاريخ الذي هجر التدريس ليعمل بتجارة الخنازير .. وكان يكبرها بعشرين عاماً .

وكثيرا ما قال له الناس أنها أبنته وليست زوجته . وكثيرا ما قالوا له أنه أشتراها بفلوسه .. وإنه لو كانت عنده كرامة لتركها لشاب أجمل وأصغر.



الاثنين، 28 أغسطس 2023

نكمل قصة الأمس من كتاب "أرواح وأشباح" للكاتب الكبير (أنيس منصور)

 ملخص حلقة الأمس

ذكرنا في حلقة الأمس أن الطبيب الملحد الفونسو روجيرو فهو أشهر طبيب فى منطقته , كما إنه أشهر من لعب بالسيف .

وقد إستدعاه البابا عدة مرات للعلاج .

قام الطبيب الفونسو روجيرو بالتأكد من وجود حصانه في مكانه , ثم وضع أذنيه على الحائط والدولاب فلم يسمع أى شئ ولم يجد أى حركة , فلم يجد أمامه سوى الإستلقاء على الفراش حتى يطلع النهار .

وفي الصباح جلس الطبيبان على مائدة الإفطار , واضح تماماً أنهما لم يناما جيداً .

قال أحدهما للآخر : هل عندك ما تقوله .. أو هل أقول لك أنا ماذا حدث ؟

رد عليه الطبيب الآخر : أنت أيضاً حدث ذلك معك !

- وأنت رأيت نفس الشئ !

- تماماً 

- ولكنك لم تحاول الأتصال بي !
- لقد سمعتك وأنت تروح وتجئ ولم تحاول الأتصال بي , فأدركت إنك إستطعت أن تتحكم في أعصابك .
- لم أتحكم فيها بهذه السهولة .
- ولكنك أستطعت على أي حال .
ثم سكت الإثنان .
ولكن الدكتور الفونسو قال : أخشى أن أكون قد رأيت شيئاً آخر غير الذي شاهدته .
ولذلك لابد أن أقول لك ما حدث .. أنا رأيت نصف فتاة في الثلاثين من عمرها .

- هذا صحيح !
- ويبدو إنها تشكو من شئ في صدرها .
- هذا صحيح , فقد رأيتها تضع يدها على صدرها وتحاول أن تمنع سعالاً عنيفاً .
- صحيح تماماً كما رأيت .
- وهل حاولت تقبيلك ؟
- لا أظن ربما لم تعجبها لحيتي .
- وهل رأيت لحيتك في المرآة ؟
- أبداً
- لم تبق منها شعرة واحدة سوداء .. كلها أصبحت كقطع من الثلج .
ومد يده وأخرج مرآة من جيبه .. ونظر إلى وجهه .. لقد أبيض شاربه ولحيته وكل شعر رأسه !

وجاءت العجوز , ودخلت , وجلست , ونظرت إليهما وهى تتأمل كلاً منهما .
ثم قالت : 
أبادر فأشكركما .. فلم يحاول أىً منكما إيقاظي . وهذه أخلاق الرجال - بعض الرجال -!

ثم عادت تقول : 
إن ضابطاً كبيراً نزل في إحدى الغرفتين , وكان أكبر حمار عرفته في حياتي .
لقد أستيقظ عند منتصف الليل يصرخ كالاطفال . ثم نزل بملابسه الداخلية - هذا الوقح - وراح يحطم باب غرفتي . وصحوت من نومي الهادي , وعرفت منه إنه رأى نفس الشبح الذي ظهر لكما أمس ..

ونظر الطبيبان كل منهما إلي الآخر فى دهشة .
قال أحدهما :
إذن كنت تعرفين ما سوف يحدث لنا .
- طبعاً ياولدي .
- ولماذا لم تخبرينا ؟!
- أنتما الآن تعرفان .. فهل ستتركان بيتي ؟


الأحد، 27 أغسطس 2023

نستكمل قرأت لكم من كتاب "أرواح وأشباح"

 ملخص ما نشر بالأمس

قفز الطبيب الشاب من السرير عندما رأى تلك السيدة الآتية ناحيته من النافذة ومتجه إليه , ولكن غيرت المرأة وجهتها وأتجهت صوب الدولاب ودخلت فيه وأختفت .

فأمسك الطبيب بالمصباح وأتجه إلى الدولاب فوجده مقفلاً تماماً .. وأتجه إلى باب غرفته فوجده أيضاً مغلقاً من الداخل .. ثم إتجه إلى النافذة فوجد أن الستائر مسدلة علي النافذة ..


والنافذة مغلقة من الداخل أيضاً . ونظر في ساعته فكانت الواحدة بعد منتصف الليل ..

وجلس في فراشه يفكر فيما شاهده لعله يجد تفسيراً لما حدث , ثم أنه لا يستطيع أن يستدرج النوم إلى عينيه مرة أخرى .. وطار النوم والعقل معاً ..


وراح يفكر إن كانت هذه حيلاً تقوم بها هذه العجوز , ولكنه لا يصدق ذلك , ثم أن العجوز لم تستدرجهما إلى البيت , وإنما هما اللذان ذهبا إليها .. فضلاً عن إنهما ليسا من الأغنياء , ولا هى بحاجة إلى مال , كما إن أحداً لم يسمع بقصة هذا البيت .
هذا الطبيب هو رجل ملحد , مافي ذلك شك أنه الدكتور الفونسو روجيرو أشهر أطباء هذه المنطقة ..

وهو الذي إستدعاه البابا أكثر من مرة لعلاجه , ثم أنه من أشهر اللاعبين بالسيف .
إتجه الطبيب إلى النافذة وفتحها بشدة , وكان الجو دافئاً . 
ثم إنه إستطاع أن يرى على ضوء النجوم أن حصانه ما يزال في مكانه ...
ووضع أذنه على الحائط وعلى الدولاب لم يجد أية حركة , وليس أمامه سوى أن يتمدد في الفراش وينتظر حتى يطلع النهار ..

وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋


الجمعة، 25 أغسطس 2023

نستكمل قرأت لكم

ملخص ما جاء بالأمس 

في الليلة الأولى قام أحد الطبيبان من سريره فزعاً وقفز منه وأمسك مصباح فى يده , وخرج من الغرفة ولكن الحياء منعه من إيقاظ السيدة العجوز .


فقد نام الشاب الطبيب في ساعة مبكرة , فقد كان مرهقاً , ولكن عند منتصف الليل أحس كأن النافذة أنفتحت بشدة , وكأن هواءً بارداً قد أندفع من النافذة .

وكأن الهواء تحول إلى سكين حاد بارد ولسعه في عنقه , وقفز من السرير ليجد أمامه سيدة تقترب .. 


هذه السيدة هى التي تدفع أمامها هذا الزمهرير .. والسيدة تقترب أكثر .. ولاحظ أن هذه السيدة عبارة عن نصف سيدة فقط .. نصفها العلوي هو الظاهر فقط .. أما نصفها السفلي فليس ظاهراً أو لا وجود له .. 

وقفز الطبيب الشاب من السرير .. ولكن السيدة أتجهت ناحية الدولاب .. ودخلت في الدولاب .. ثم أختفت .


وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋

الثلاثاء، 22 أغسطس 2023

قرأت لكم من كتاب " أرواح وأشباح " للكاتب الكبير "أنيس منصور"

 ملخص ما تم نشره بالحلقة السابقة

طلبت منهم السيدة العجوز أن يفعلا ما يحلو لهما وأن يعتمدا على أنفسهم , وألا يوقظناها قبل الساعة الثامنة صباحاً , ثم كان لابد لهما أن يسمعا قصة زواجها الأول .


وروت قصة زواجها وكيف أن زوجها كان رجلاً قليل الذوق وأنانياً, كيف إنه كان ينام والنوافذ مغلقة مع أنها كانت لا تنام إلا والنوافذ مفتوحة .

ومع ذلك فزوجها هو الذى توفي بالتهاب رئوي ..

مع أنها نصحته كثيراً بألا يفعل ذلك .. ولكنه ككل الرجال - حمار عنيد - ومع ذلك فهؤلاء الحمير هم الذين يحكمون العالم !


ومن الذوق أن يستمعا إليها وإلى قصص أخرى كثيرة , أنها سيدة وعجوز وصاحبة البيت . وليست فيها أية عيوب أخرى بخلاف شهيتها المفتوحة للعن الرجال في كل مكان وفي عصر ..

وفي الليلة الأولى حدث ما جعل أحد الطبيبين يقفز من سريره ويمسك المصباح في يده , ويخرج من الغرفة ولكن الحياء منعه من أن يوقظ العجوز .


وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋

الاثنين، 21 أغسطس 2023

نستكمل قرأت لكم في كتاب "أرواح وأشباح" للأستاذ (أنيس منصور)

 ملخص ما تم بالحلقة السابقة

نزلا أثنان من شباب الأطباء بمنزل السيدة العجوز , وأقام كل منهما في غرفة , والغرفتان بينهما باب , والباب وراءه دولاب من هنا ومن هناك , وطلبت منهما السيدة العجوز أن يفعلا ما يحلو لهما ويعتمدا على أنفسهما قبل أن يأويا إلي فراشهما .

وعلى الرغم من إنها مريضة وهما طبيبان فلن تزعجهما بشئ , لأنها غير حريصة على صحتها أو على أي شئ , ولكن ترجوهما فقط :

ألا يوقظها أحد قبل الثامنة صباحاً لأي سبب !

وكان لابد أن يسمعا من السنيورة باتريشة هذه قصة زواجها .

وللقصة بقية .. تابعونا .. إلى اللقاء🙋