ملخص الحلقة السابقة
حكيت السيدة العجوز للطبيبين الشابين قصة أبنتها الشابة الجميلة التى تزوجت من مدرس التاريخ والذى هجر مهنة التدريس وعمل بتجارة الخنازير , وكان يكبرها بعشرين عاماً .
وفي إحدى المرات أقام الدوق الكبير حفلة , وأصرت زوجة الدوق على دعوة أبنتها وزوجها , وضاق زوجها بهذه الدعوة وراح يشك في الأمر , ولكنه لم يشأ أن يرفض دعوة الدوق .وذهب مع زوجته .. وكانت أجمل الحاضرات , وكان الضيوف يتهامسون على التاجر الذي يبيع الخنازير كيف أنه أشترى هذه التحفة الفنية ..
وكيف أن الذي يفهم في الخنازير يفهم في النساء أيضاً ! ..
أو كيف أن المرأة تفضل تاجر الخنازير على تاجر المجوهرات , وكان أشهر تاجر مجوهرات في هذه المنطقة زوجاً لأمرأة دميمة .
وكانت المقارنات لا تنتهي .. وكان غضب الزوج لا حدود له ..
ولم تكن السنيورة باتريشة تقيم مع أبنتها في بيت واحد , وإنما كانت تسكن بعيداً عنها ..
ومنذ عشر سنوات قبل الحادث الأليم أحست الأم بقلبها إنها تريد أن ترى أبنتها .
وجاءت إلى هذا البيت وقابلها الزوج في حالة غضب , وطردها من المنزل بحجة أنها هي التى تشجع أبنتها على عصيان أوامره , وعادت الأم , ولم تر أبنتها .
ولكنها عرفت من الخدم أن أبنتها قد أختفت منذ شهور , وأن الخدم كلما سألوا الزوج عنها قال إن الأطباء يعالجونها في روما .. وإنها سوف تعود قريباً ..
ولكن الخدم والجيران شكوا في الأمر وواجهوا الزوج بكل ما يشيعه الناس عنه .. وفي اليوم التالي وجدوا الزوج ميتاً في فراشه .
ولم في جسمه أية أصابة من أي نوع .. وإلى جواره ورقة بخطه .. أو السطور الأولى من إعتراف لم يكمله .
وبدأ الخدم يفكرون من جديد في تصرفاته .. وأكتشفوا أنه في أحد الأيام قد طلب إليهم جميعاً أن يعدوا له العربة وأنه هو الذي سيقودها بنفسه , ثم طلب إليهم ألا ينهضوا لتوديعه فهو لا يريد أن يرى أحداً ..
ولاحظ أحد من الخدم أن سيده كان يحفر في الحديقة .. ولم يجرؤ هذا الخادم على الأقتراب منه ..
وكذلك لم يجرؤ هذا الخادم على التنقيب فى مكان الحفر ليعرف ما الذي كان يخفيه سيده .. وعادوا الخدم إلى الحديقة فوجدوا أن سيدتهم قد قتلت , ودفن نصفها فقط بالحفرة .. ثم عثروا على المنشار الذي حطم به عظامها ..
وبعد ذلك فتحوا الدولاب الذي يسد الباب بين الغرفتين فوجدوا فيه نصفها الآخر .. ثم وجدوا ملابسها التي غرقت في الدماء مدفونة في الحديقة أيضاً ! . ومنذ ذلك الحادث الأليم وأمها ترى هذا الجسم الطائر كل ليلة في نفس الموعد ..
وبعد أن قامت الأم بدفن نصفي الجثة معاً - لم يعد أحد يرى شبحها بعد ذلك .
وإن كان الذين إشتروا البيت بعد ذلك يقولون إنهم كانوا يسمعون أصوات ووقع أقدام ودقات على الأبواب عند منتصف الليل , ولكن أحداً لم يرى شيئاً . وفي مارس 1902 نشرت (صحيفة جنوة) اليومية أن سكان هذا البيت ظنت الأمهات أول الأمر أن الأطفال قد أصابهم شئً من الجنون .. ولكن عندما نامت الأمهات في غرف الأطفال , حدث لهن نفس الشئ ..
إن الفتاة ما تزال تبحث عن بقية ملابسها ومجوهراتها .. وأنها تريد دفنها معها .. وإذا تحقق ذلك فإنها لن تزعج أحداً بعد ذلك .
ويقال إن أحد سكان هذا البيت قد وجد دبلة ذهبية في عنق عصفور سقط ميتاً أمامه وأدهشه ذلك ..
ولما أمتدت يده إلى العصفور وجد هذه الدبلة الذهبية , فخلعها من عنق العصفور وقلب فيها فوجد عليها أسم هذه الفتاة .. ونصحه بعض الناس أن يدفنها في أرض الحديقة .. فدفنها .
وبعد ذلك لم يعد أحد يسمع أية أصوات في هذا البيت عند منتصف الليل !